المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف نثر /سرد

أزمة قلبية

صورة
D ead Toreador, 1864 by Edouard Manet بقلم: أحمد ع. الحضري كأن أحدهم غرس سكينًا في ظهري دون مبرر أو فائدة تعود عليه ثم مضى. كأن فسلا غافلني وضربني على وجهي ثم جرى مبتهجًا. غاضبٌ. لكن غضبي غريبٌ علي؛ لأني لا أذكر أن أحدهم طعنني في ظهري، ولم يضربني على وجهي أحدُ قط. لكني غاضب، غضب لا أفهمه، غضب يكاد يقتلني، يظهر وأنا أتحدث، وأنا أختلي بنفسي؛ يقفز على كتفي فجأة حين أقرأ، أو أشاهد المسلسلات والأفلام. في الوقت الذي يحاول  عقلي   أن يحتفظ بهدوئه،  قلبي يشبه البالون الذي يزداد امتلاؤه بالغضب مع الوقت . غضبي لا يشبهني، كأن إنسانًا استغل شرودي ودس في حقيبتي غضبه ثم مضى فخورًا بنباهته وخفة يده، وفرحًا بخفة قلبه المكتسبة. 8 فبراير 2024

فتيل

صورة
Explosion by Sara Richins (2020) تذبحهم في خيالك كل يوم دون أن تعرف وجوههم ولا أسماءهم ولا الطريق المؤدي إليهم مشكلة الغضب من فكرة أنك لا تستطيع لكمها ولا يفيدك إمطارها بالسباب منهكًا تقف وحدك كقناص متأهب دون هدف يمكن أن يوجه إليه بندقيته غضبك مثل قنبلة يدوية منزوعة الفتيل إن لم تلقها بعيدًا ستقتلك 6 مارس 2021

بلبلة

صورة
  بقلم: أحمد ع. الحضري حين فكر المركب الورقي أن كل قراراته "المصيرية" لم تكن سوى صدفة التقاء أحلامه  بإرادة النهر كان قد بدأ فعلًا في الغرق 27 أكتوبر 2020

واحدْ

صورة
فان جوخ بقلم: أحمد ع. الحضري ليستْ جدارًا الوحدةُ نافذةٌ ... خيطٌ رفيعٌ يصلكَ بهمْ لو أغلقتَها ... لو قطعتَه ... الوحدةُ: أن تتركَ لهمْ أجزاءً منكَ استردَّ أذنَكَ المقطوعةَ  قبل أن يرحلوا  اكتملْ  قبلَ أن تبتعدَ 29 فبراير 2020

السلم ب

صورة
by Jie Ma عند موظفة الاستعلامات وقفنا. كان السؤال عن المحاضرة المقامة في المكان. سألتنا عن الدعوات، فأخبرتها ما قيل لي من أن حضور المحاضرة غير مقتصر على من يملكون الدعوات. نفت ذلك، ولكني أصررت. اتصلت بالهاتف، تحدثت لدقيقتين أو ثلاثة ثم أغلقت، أخبرتنا أن دخولنا ممكن من السلم ب، أشارت للخلف، ثم تحولت عنا. ذهبنا إلى حيث أشارت، لم نعثر على السلم، فافترقنا نبحث، مشيتُ وحيدًا، مررت بالسلم ج والسلم د ، أواصل السير. أبريل 2016

بدل ضائع

صورة
 By: Gerhard Gluck انظر إلى ساعتك مرةً أخرى قبلَ إطلاقِ الصافرة احتسب و قتًا إضافيًا: دقائق ساعات سنوات من جانبي أعدك أن أعوض ما فاتني وأن أكون أكثر حماقة  في المرة القادمة أبريل 2016

ذرة كربون

صورة
اللوحة لدالي بقلم: أحمد ع. الحضري تُحِسُّ أن معاناتها فريدة من نوعها تتوهجُ فتُحرِقُ تضْطَرم تعي ذاتها    

سماءٌ بيضاء

صورة
Kandinsky, 1923 - Circles in a Circle بقلم: أحمد ع. الحضري ... بطولِ أَلِفَيْن يقفُ وسطَ الصفحةِ ممسكًا عصاه الغليظة يضربُ بها يَمْنَةً ويَسْرَةً مسببًا فوضى يضربُ حتى ينفجرَ المعنى ويتطايرَ كالألعاب النارية في سماء الصفحةِ

اسمان

صورة
By: Martin Gut بقلم: أحمد ع. الحضري (1)           كلما ارتكبت أختها خطأً بكت، واعترفت وملامح الندم على وجهها: أنا فعلتها. الغريب أنني كنت أصدق الباكيةً أحيانًا وأكذب عينيَّ. كانتا تمعنان في تضليلي؛ ذات مرة كنت كالعادة قد ألبستهما فستانين متشابهين، بلونين مختلفين، عقصتُ شعر إحداهما وتركتُ الآخر مرسلا، أدخل الغرفة: ذات الشعر المرسل ترتدي ثوبًا أزرقَ، في المرة التالية يتبدل الأمر، حين غضبت عليهما أنكرتا أن هذا قد حدث. دافع أبوهما عنهما؛ يدَّعي أنني مرهقة، صرخت فيه: لم أفقد عقلي بعد، ابتسم بسخرية كالعادة، وقال ببرود: ومتى كنتِ عاقلة، قالها ثم خرج من الغرفة مسرعًا. أبتسمُ من أسلوبه الطفولي، ثم أنشغلُ في أمورٍ أخرى. (2) قررتْ أمهما فجأة أن تقص شعر إحداهما، حذرت بعدها ذات الشعر الطويل، من قص شعرها، وإلا عاقبت كلتيهما، بكتا معًا هذه الليلة. في اليوم التالي كانتا قد هدأتا، بدا عليهما أنهما قد نسيتا الأمر، كان يوم عطلة، فخرجتا لتلعبا كالعادة، بعد عودتهما دخلت ذات الشعر الطويل إلى الحمام، ثم خرجت بشعرٍ أسود حالك.     

مسافة

صورة
Photo by Renata Dabrowska بقلم: أحمد ع. الحضري   بيتٌ ما، له شرفتان: خلفية وأخرى أمامية. من الخلف نادتني؛ قادتني عبر الشرفة إلى أرضٍ واسعة مغطاه بالجليد، دُهشتُ، فَرِحْتُ، مشيتُ، عدوتُ، قفزتُ، أحسستُ ملمسَه على وجهي، صنعتُ منه تماثيل، ثم هدمتها؛ فكرت لحظتها كيف أن هذا البيت مميزٌ رغم كل شيء، وعجيبٌ بالتأكيد؛ فهو يحتوي في نفس الوقت الجليدَ في جانبٍ والدفءَ في جانبٍ آخر، حملت الثلج في يدي وعدوتُ خطواتٍ قليلةً لأصل للشرفة الأمامية، رفعتُ يدي به كي يراه الآخرون، كانت يدي قد جفت.

تك تك تك

صورة
By: Adam Martinakis بقلم: أحمد ع. الحضري      ندخل من باب المطعم، يتقدم نحونا الجرسون بخطوات متمهلة، تفضلوا، تفضل هنا يا أستاذ. نتبعه ونجلس. المطعم الذي لم أدخله من قبل واسع نوعًا، أغلب مناضده خاوية من الزبائن؛ فقط نحن وثلاث صديقات يثرثرن معًا في ركنٍ آخر. أقلب نظري: الحوائط بيضاء، يدخله الضوء الطبيعي من خلال الواجهة الزجاجية، في الحائط ورائي مجموعة من اللوحات الشهيرة المقلدة لرينوار وفان جوخ ودالي. في مواجهتي ساعة فخمة نوعًا لكنها متوقفة لا أدري منذ متى. يأتي الجرسون مرة أخرى بعد أن نستقر، يسأل بهدوء عما نريد، ثم يذهب بعد أن نخبره. بدت غير راغبة في الكلام، واصلتْ التأمل في الحائط ورائي، بدأتُ حوارًا ما، كانت ترد ببطء، تتذوق الكلمات قبل أن تقولها، تهتم بطريقة قول الكلمات، وتفكر في وقعها المحتمل وتتمهل في إيصال المعنى وتخشى سوء الفهم. أحسست أن كل جملة تأتي أبطأ من سابقتها. طبيعتي المتعجلة لم تحتمل، قلتُ: الطلبات تأخرت كثيرًا، هممت باستعجاله، لكنها طلبت ألا أفعل: هذه هي طريقتهم هنا.    

الساعة الثانية صباحًا

صورة
By: igor morski      يمشي بثبات على الرغم من الظلام والتعب. يمشي ببطء كأنها ما زالت معه. أعمدة الإنارة مطفأة: الشارع فقط نصف مضاء. يصل إلى بوابة العمارة. يخرج مفتاحه، يفتح ثم يغلق. يرتطم بسلة مهملات فيسبها. يخاطب الكائنات كأنها تفهمه، يقول للنملة بغل قبل أن يقتلها: جلبت هذا على نفسك، للقط على السلم: لا تخف. للباب: لا تحدث صوتًا، يغلق الباب برفق. حين يترنحُ محدثًا ضجة، يقول للأرض: انشقي وابلعيني.

حدود

صورة
By: Gerardo Feldstein بقلم: أحمد ع. الحضري      لم يعد هناك ما يجمعنا الآن مع من نعدهم أصدقاءً لنا سوى كراهية آخرين نعدهم أعداءً. لو اختفى هؤلاء الأعداء لاخترعنا أعداءً غيرهم من بيننا، ولو اختفوا سنخترع آخرين، ثم آخرين، ثم آخرين؛ وهكذا ... حتى  أنك لو  صرتَ بطريقةٍ ما وحدك هنا، لاقتطعت جزءًا من ذاتك  كي تستطيع ممارسة العداء معه. 

مطر

صورة
مارسيل دو شامب (MARCEL DUCHAMP) بقلم: أحمد ع. الحضري      السماء مراهقة  تبكي كلما عن لها أن تبكي، تبكي في أوقات غير مناسبة، تبكي دون أن نقدر أن نواسيها، وبكاؤها يقتلنا ويحيينا. الأرض مستسلمة تلد الزرع، مرغمة على الحياة، والبقاء، مرغمة على حمل أولادها، دون أن تحبهم ودون أن يعترفوا لها بالجميل. السكر سماء أخرى، الواقع أرض. وهو ممزقٌ بينهما. 

تعليمات أولى لشيطان مبتدئ

صورة
Study for Haman - Michelangelo Buonarrot مايكل أنجلو بقلم: أحمد ع. الحضري      أيُ شيطانٍ حقيقي يحتاجُ لقضاءِ جزءٍ مهمٍ من حياته يتصرف كملاك، يصدقُ أنه أعلى من بقية المخلوقات. الحياة كملاك هي التي تعطيك تعاليًا ضروريًا في مهمتك الجديدة، وتعطيك فهمًا أساسيًا لطبائع الناس العاديين ستستخدمه فيما بعد، أيضًا تعطيك مظهرًا وتاريخًا يسهل استخدامه كقناع خادعٍ لدرجة أنك – واضع القناع - قد لا تدرك أنه مجرد قناع. أي شيطانٍ حقيقي سيصف كل الآخرين بأنهم شياطين. أي شيطان حقيقي سيكون في مرحلة ما بحاجة إلى قوانين تقيد الشيطنة، وتتيح له احتكار الشر. 

مقطع من قصة: نذر البتول لإبراهيم الكوني

صورة
غلاف مجموعة القفص للقاص والروائي إبراهيم الكوني مقطع من قصة: نذر البتول لإبراهيم الكوني من مجموعة القفص (1991)      بدأت تتعثر. سقطت ونهضت. تكرر ذلك مرات قبل أن تتوغل في غزو الشمس ويبدأ جلاد الكائنات في الهجوم المضاد. أطلق في وجهها غيمة لحجب الرؤية. ولم يمض وقت طويل حتى أعقبها بغيمة أخرى على العقل. هنا ركعت على ركبتيها وانتزعت التعاويذ الملفوفة على جيدها في عقد من المثلثات الجلدية باحثة عن الإبرة. الحرز مكون من ثلاث قطع علقتها الجدة في رقبتها قبل أن تعرف الطفلة معنى الحياة والمستقبل والموت. قالت لها أنها اشترتها من عراف الواحة بثلاث معزات، الأولى تساعد في ترويض الجن، والثانية خاصة بإحباط مكائد الإنس. أما الثالثة فهي لحماية العقل من الخبل، وهو مرض شائع في الصحراء، عانت منه القبائل المجاورة وهدد أنبل الرجال وأجمل النساء بأن يتحولوا إلى دراويش.

خط أحمر

صورة
By: Andre Masson بقلم: أحمد ع. الحضري أتسامح مع الافتراءات مع الشائعات مع محاولات التشويه مع التنكر الكامل لمميزاتي لكنني أرفضُ تمامًا الإساءة لأخطائي

وجوه السيدة العجوز

صورة
لوحة للفنان المصري طه حسين adaptation of the dance By: Taha Hussein acrylic on canvas 150 x 190 cm 2009 (الخريف) [1]      الفرح ... ترتدي الضجة، مع زينتها، مع أفضل بسماتها، مع الرقص، وتمضي بينهم، ها هي تزوج آخر أبنائها، الناس حضروا ليؤدوا واجب الفرح، كما يحضرون ليؤدوا واجب العزاء، لا نشوة حقيقية في أي الوجوه، كل الحركات مصطنعة، حتى ابنها وعروسه، كانا متعبين وخائفين. المهم بالنسبة لها أنها أدت ما عليها، هكذا تقول لنفسها.   ***

صورة شخصية

صورة
By: Adam Martinakis بقلم: أحمد ع. الحضري أختارُ أن أخادعَني  لا أختارُ ... أفرُّ كلما وجدني انتقلت ُ إلى مكانٍ جديد مع الوقت لم يعد ماهرًا في اصطيادي      

الرجل والمئذنة

صورة
Charles Leaver- An Arabian Mosque بقلم: أحمد ع. الحضري      تصعد قدماه درجات مئذنة قديمة نوعًا: سرعته ثابتة؛ صعد هذه المئذنة آلاف المرات حتى نسي شكلها، يفكر: تأخرت اليوم بضع دقائق عليَّ أن أصعد أسرع، يهرول كي يدرك وقت الأذان. لماذا كانت الظلمة تضايقه الآن؟ لأول مرة منذ سنوات بدا صعوده صعبًا، يسمع الأذان من جامع بعيد فيسرعُ لكنه لا يصل.