المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف نوافذ

الظلم اللي ف الأشياء

صورة
اللوحة لحامد عويس      المهم البني آدم مننا بيعيش وبيمشي في الدنيا دي، عشان بس يحس بحد أدنى من التحكم في مصيره، يعني سواء هدفك الفلوس أو النجاح أو غيره بتعمل كل دا عشان تحقق نمط حياة مستقر وروتين يوم تبقى متحكم فيه. بتحوش عشان الحوجة ما تتضطركش تهد حياتك أو تعيد بناها على نمط جديد مضطرب. بس ممكن بني آدم يكون تعب كل حياته عشان يرتاح، يصحى يلاقي دولة زي روسيا قررت تحتل المكان اللي هو عايش فيه، أو طرأ أي أمر سياسي محلي، دا غير الأحداث والكوارث المحلية أو الشخصية. فتحس بالهشاشة، انت كإنسان ممكن تصحى فجأة تلاقي بيت القش اللي بنيته وكنت متخيله مستقر وآمن بيتهد فوق راسك، وما فيش حاجة تقدر تعملها عشان ترجع الوضع المألوف. لما بيتكرر دا ما قدامكش لما تعجز عن تكييف العالم، إلا إنك تعيد تعريف نفسك وتصورك عن اللي حواليك، وتبتدي تقبل إن مافيش أمان، وإن التغيير هيحصل، وإن حتى تصوراتك وقيمك اللي كانت بتسهل لك تقبل العالم بتتهز. بتدرك إن الظلم موجود ومش هينهزم بالضرورة، بل وارد جدا يستمر ويتوغل، وما بيبقاش قدامك غير إنك تقبل هشاشتك، وتدرك إن صعب ما تبقاش كائن هش بالمعنى دا، وتقبل الظلم اللي ف الأشياء ك

"كإن"

صورة
بول جوجان Paul Gauguin: Self-Portrait with Yellow Christ بقلم: أحمد ع. الحضري عارف دايمًا في التراث العربي كانوا بيتكلموا عن الحالة اللي ما ينفعش لغة توصلها إلا إذا كان اللي بتكلمه جربها، المثال المشهور هو حالتك وانت بتحاول توصف الطعم المر أو الحلو أو المالح لواحد عمره ما امتلك حاسة التذوق؛ أو إنك تحاول توصف لواحد ما بيشمش، ريحة الورد، ساعتها ممكن تقول له مثلا: "كإنها موسيقى بيتهوفن"، أو " كإنها صوت فيروز"، وانت عارف إن دا عمره ما هيعرفه يعني إيه ريحة الورد، بس تفكر: على الأقل كلامك ممكن يساعد عقله يتعامل مع الفكرة المجهولة، مع الكلمة الغريبة كل ما يقراها. هنا كإنك بترسم بالدخان، تحس للحظة كإنك قلت، ووصلت للي بتوصفه، بس لا، كله بيطير. الكلمة اللي بتعبر عندي دايمًا عن الحالة دي -حالة اللي واقف على طراطيف صوابعه أو بينط عشان يلمس غصن شجرة أعلى منه حاسس إنه خلاص مسكه، بس عمره ما هيوصل له- هي: "كإن". 

الكلام بيضيق عليك وانت بتضيق ع الكلام

صورة
بول جوجان - بورتريه ذاتي (paul gauguin - self portrait بقلم: أحمد ع. الحضري زي الشيخ اللي كان بيدي دروس ف أكبر جامع ف بغداد، وفجأة لقى نفسه مش قادر يتكلم ... كان جزء منه عايز يكمِّل مع اللي يعرفه ويفهمه واتعود عليه، جزء منه فضل يصحى كل يوم الصبح عشان يعيش حياة الناس ويتكلم كلام الناس، ويحافظ على اللي بناه، على سمعته، وشهرته وشغله، وحب الناس اللي ممكن يختفي، لكن كان فيه جزء تاني مش قابل الوضع وعارف إنه مش مناسب وما بقاش بتاعه ولا يناسبه .. جزء منه كان سافر فعلا برة بغداد وابتدى الرحلة وهو ما كانش ينفع يتكلم ويدرِّس ويقول وهو نص بني آدم.. وما كانش ينفع رحلته تتحسب رحلة لو نصه بس اللي سافر .. كان لازم كله يسافر أو كله يقعد وعشان كدا الشرخ زاد جواه وانقسم اتنين ف مواجهة بعض .. اتنين كل واحد منهم ليه طريق وفكر .. واحد مادد جذورة والتاني فارد جناحاته... حاجة لازم تخليه يقف عن الكلام وعن كل حاجة لإنه في اللحظة دي ما كانش عارف هو نبات ولا طير، وكان لازم يقرر، أو المهم ما كانش القرار، لإنه قرر إنه يقعد، إنه يكمل في اللي يعرفه، بس القرار دا ما كانش له معنى ولا كان ممكن تنفيذه، لإنه كان سافر ف

كنقطة سوداء تتحرك على ورقة بيضاء

صورة
Vassily Kandinsky, 1937 بقلم: أحمد ع. الحضري هناك قصة تراثية قديمة تحكي عن جارين أحدهما عابدٌ مجتهدٌ في عبادته، وآخر مشغول بالدنيا، يتمتع بها، تحكي القصة كيف كان الجاران يمرُّ أحدهما على الآخر، فيحثه على أن يصير مثله، حتى يأتي يومٌ ويقرر كلٌ منهما أن ينتقل إلى حياة الآخر يصعد هذا إلى ذاك ويهبط ذاك إلى هذا، ويموتان في منتصف الطريق بين الدارين. القصة تروى على المنابر عادة، في سياق الحديث عن خواتيم الأعمال، لكنني فكرت الآن أن نفس القصة الرمزية تصلح أيضًا لتوضيح نظرة مخالفة تمامًا.           .   

مونولوج 5

صورة
BY Jonathan Wolstenholme بقلم: أحمد ع. الحضري       دائمًا ما نقول أننا وحيدين، لكننا في هذا العصر نادرًا ما ننغمس بالكامل في وحدتنا، دائمًا نبحث عن شيء ما يسلينا عنها، عن ضوء ما يأسرنا ليمرر الوقت: شاهد فيلمًا ما، افتح موقع التنافر الاجتماعي، نم، كل، تسالي: لب وسوداني، عد من واحد لمائة، من مائة لواحد ، من واحد لمل يون ...

مونولوج 4

صورة
Rembrandt-drawing at a window بقلم: أحمد ع. الحضري      تقفُ أعلى حافة صخرية عالية، يمرون من جوارك ليقفزوا من فوقها للماء، تقف خائفًا، رغم أنهم يصلون بأمان للأسفل، فكرة العلو نفسها مخيفة. نقول أننا نحب الطيران، لكن في الحقيقة لو امتلكنا القدرة على الطيران سنلتصق بالأرض، بعضنا يفضل الخوف والأمان، والثبات، بعضنا يقف مشلولا بينما تمر الحياة بجواره. المسألة ليست في حافة صخرية ترفض أنت القفز من فوقها بحجج بليغة، المسألة أنك خائف: عليك أن تعترف بهذا.

مونولوج 3

صورة
By: Jonathan Wolstenholme بقلم: أحمد ع. الحضري        الضمير: كم نخبئ تحت اسمه من مخاوف وخرافات، نشعر بالأسى لشيء فعلناه فنقول الضمير، ونحن نقصد الناس، نخاف من فعل شيء فنقول الضمير ونحن نخاف المجتمع. نخاف أن نكون أنفسنا فنحتمي بلمعته الرنانة الكاذبة.

مونولوج 2

صورة
On Going on a Journey/ BY Jonathan Wolstenholme بقلم: أحمد ع. الحضري        البين بين لم يعد لك، البين بين بضاعة خاسرة، كيف تفوز دون أن تكون في مكان ما، الخوف: صمتك المقدس، الابتسام: مرسوم بالطباشير على وجهك ووجوههم، يبس قلبك وهو يحاول البقاء بينهم، فارحل.   

مونولوج 1

صورة
By:Jonathan Wolstenholme بقلم: أحمد ع. الحضري      هل هناك ما هو أسوأ من البقاء ساكنًا في منتصف الطريق بين نهايتين جيدة وسيئة، هل هناك ما هو أسوأ من هذه الحالة الرخوة التي تظل فيها دون يقين حقيقي مما يحدث أو سيحدث؟